2009/09/09

الاعتكاف وليلة القدر وزكاة الفطر

الاعتكاف:
تعريف الاعتكاف:
-الاعتكاف لغة:ملازمة الشيء وحبس النفس عليه.
-وفي الشرع:المقام في المسجد وحبس النفس عن التصرفات العادية،
وملازمتها لأعمال البر والخير تقرباً إلى الله تعالى.وهو سنة
مؤكدة،وبخاصة في العشر الأواخر من رمضان،كما جاء عن
عائشة رضي الله عنها،قالت:"كان النبي صلى الله عليه وسلم
يعتكف في كل رمضان عشرة أيام،فلما كان العام الذي قبض فيه،
اعتكف عشرين يوماً".رواه البخاري.
-ويجوز للمرأة أن تعتكف في المسجد في مصلى السيدات،
وقد اعتكف نساء النبي بعده،فعن عائشة رضي الله عنها،
قالت أن"النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر
من رمضان حتى توفاه الله،ثم اعتكف أزواجه من بعده".رواه البخاري
شروط الاعتكاف:
-ويشترط للاعتكاف الإسلام،والعقل،والطهارة من الجنابة،والحيض،
والنفاس،واشترط الحفية الصوم للاعتكاف،ومذهب الشافعية إلى
أن الصوم ليس بشرط في صحة الاعتكاف.
ويشترط ترك الجماع،فمن جامع امرأته عامداً وهو معتكف
بأن ذهب إلى بيته وجامع زوجته،بطل اعتكافه بلا خلاف،
لقوله تعالى :(ولا تبشروهن وانتم عاكفون قي المساجد )سورة البقرة187
-يجوز دخول البيت لحاجة،تقول السيدة عائشة رضي الله عنها
:"كان رسول الله يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فأغسله
وأنا حائض".رواه البخاري
-ومن شروط الاعتكاف أن يكون في المسجد،فقد نص القرآن الكريم
على ذلك،وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه من بعده
اعتكفوا في المسجد،ومذهب الحنيفة إلى صحة اعتكاف المرأة في مسجد بيتها،
وهو الموضوع المهيأ لصلاتها في بيتها.ويشترط عدم الخروج من المسجد
إلا لضرورة،وقد دل على ذلك حديث عائشة:"كان رسول الله
لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفاً".رواه البخاري.
-يجوز إيصال الزوجة إلى مسكنها،وتشيع زائر،فقد جاء عن الحسين،
"أن صفية زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها حاءت
إلى رسول الله تزوره في اعتكافه في المسجد
في العشر الأواخر من رمضان،فتحدثت عنده ساعة،
ثم قامت تنقلب،فقام النبي معها يقلبها".رواه البخاري. والمعنى: أنها ذهبت
ترجع إلى بيتها ،فقام معها يوصلها إليه.
-وقال بعض أهل العلم :إن شهد المعتكف جنازة أو عاد مريضاً أو
غير ذلك،بطل اعتكافه.وبعضهم قال :لا.والأولى ألا يخرج إلا لحاجة،
كما ورد عن السيدة عائشة في الحديث،أن رسول الله لم يكن يخرج إلا لحاجة.
أركان الاعتكاف:
1-النية:فلا اعتكاف إلا بنية:.
2-أللبث في المسجد مدة زمنية:
وأقلها عند الشافعية والحنابلة لحظة واحدة،ولا حد لأكثره،
وضابطه عند الشافعية مكث يزيد على الطمأنينة الركوع.
-ويستحب للمعتكف أن يحبس نفسه على الطاعات من الذكر
والدعاء والصلاة، وخاصة قراءة القرآن الكريم،فقد كان
جبريل يعارض رسول الله بالقرآن كل سنة في رمضان،
وعن عائشة رضي الله عنها،قالت:"كان النبي صلى الله عليه وسلم
يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".رواه مسلم.
-ويكره للمعتكف الانشغال بغير العبادة من أمور الدنيا،وكذلك
الجدال والسباب والفحش وغير ذلك.كما يكره للمعتكف الصمت
من غير حاجه،فلو نذر الصمت في اعتكافه لا يلزمه الوفاء به،قال
ابن عباس:بينما النبي يخطب،إذا هو برجل قائم،فسأل عنه،
فقالوا:أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد،ولا يستظل،ولا يتكلم،ويصوم
،فقال النبي:"مروه فليتكلم،وليستظل،وليقعد،وليتم صومه".رواه البخاري.
-وقال بعض أهل العلم بأنه يجوز ترك الاعتكاف لمصلحة راجحة،فإذا
غلب على ظنه أنه يقع بأهله مكروه،فله الخروج منه إن كان اعتكافه
تطوعاً، أما إذا كان اعتكافه واجبا،كأن نذر الاعتكاف،فوجب عليه
أن يعود للاعتكاف بعد زوال سبب خروجه،ويبني على ما مضى.
وقد"أمر النبي صلى الله عليه وسلم بخبائه فقوض،وترك الاعتكاف في
شهر رمضان،لما رأى نساءه ضربن الأخبية للاعتكاف في المسجد".
رواه مسلم.والحديث في صحيح مسلم بهذا المعنى .كتاب الاعتكاف.
-قال النووي:وسبب إنكاره عليهن وتقويضه للخباء أنه خاف أن يكن
غير مخلصات في الاعتكاف ،بل أردن القرب منه لغيرتهن عليه.


ليلة القدر :
تعريف ليلة القدر:
-القدر في اللغة:التعظيم وعلو الشأن،ومنه قوله تعالى
(وما قدروا الله حق قدره)سورة الزمر:67،أي وما عظموه حق تعظيمه،

وهي ليلة المنزلة العالية والتعظيم والشرف.
وليلة القدر هي الليلة التي يقدر الله فيها أمور خلقه إلى مثلها
من السنة التالية،كالأرزاق والآجال ونحو ذلك.قال الله تعالى:
(فيها يفرق كل أمر حكيم* أمراً من عندنا)سورة الدخان:4-5
-وسبب عظمة ليلة القدر نزول القرآن فيها،قال تعالى
(إنا أنزلناه في ليلة القدر).هي ليلة مباركة بنص القرآن الكريم،
قال تعالى(إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين)سورة الخان:3.
متى تكون ليلة القدر:
-تدل النصوص على أن ليلة القدر في رمضان في العشر

الأواخر منه في أحد لياليه الوترية،وليست في ليلة بعينها.
-فعن عائشة رضي الله عنها،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:"تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
رواه البخاري.
-وأرجح ليلة تكون فيها هي ليلة إحدى وعشرين،وثلاث وعشرين،
أو ليلة سبع وعشرين،للأحاديث الواردة في ذلك.
-فعن أبي سعيد الخدري،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:"وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها فابتغوها في العشر الأواخر
وابتغوها في كل وتر،وقد رأيتني أسجد في ماء وطين"قال أبو سعيد:
فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت،فوكف المسجد في مصلى
النبي ليلة إحدى وعشرين،فبصرتُ عيني رسول الله،ونظرت إليه
انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طيناً وماء".رواه البخاري.ومعنى
"وكف المسجد"أي:سال منه المطر،لأن سقفه كان من جريد.
وفي رواية عبد الله بن أنيس:فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين،
فصلى بنا رسول الله،فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه.
رواه مسلم.ولعل هذه ليلة أخرى في سنة أخرى.
-ويؤكد أبي بن كعب لزر ابن حبيش أنها ليلة سبع وعشرين،ثم حلف
لا يستثنى،فقلت:بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟قال:بالعلامة أو بالآية التي
أخبرنا رسول الله بها تطلع يومئذ لا شعاع لها.رواه مسلم.
-وهذا ما جعل بعض العلماء يقول أن ليلة القدر تنتقل من سنة إلى سنة،
فتكون في سنة ليلة في ليلة،وفي سنة أخرى في ليلة أخرى,
الحكمة من إخفائها:
-لقد أخفى الله سبحانه ليلة القدر،كما أخفى ساعة الإجابة يوم الجمعة،
وأخفى الأجل ،والساعة ،وغير ذلك من أمور،ليجد الناس في العبادة،
ويجتهدوا في العمل،ويكثروا من الطاعات،ومن الحكمة أيضاً

أطالة العبادة ليأخذ الإنسان ثواباً على عمله،
قيام ليلها:
-يستحب قيام ليلة القدر،لأن قيامها يغفر ما تقدم من الذنوب،لقول

النبي صلى الله عليه وسلم:"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً،

غفر ما تقدم من ذنبه".رواه البخاري.
-وأجر العمل فيها يعدل ألف شهر ،قال تعالى:(ليلة القدر خير من ألف شهر)

سورة القدر:3.وألف شهر يعدل ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر،
ولذلك كان النبي يحرص على تحصيل هذا الفضل،فعن عائشة رضي الله عنها،

قالت:"كان النبي إذا دخل العشر شد مئزره،وأحيا ليله،وأيقظ أهله".
رواه البخاري.و"شد المئزر"كناية عن اعتزال النساء،وتشميره للعبادة.
-ومن فضل تلك الليلة،أن الملائكة تنزل ومعهم جبريل في أفواج متتابعة
لتشهد هذا الموسم العظيم ،وتحمل الأوامر التي قضى الله بها في

هذه الليلة على مثلها في الهام القادم،قال تعالى:(تنزل الملائكة والروشح فيها بإذن ربهم
من كل أمر).سورة القدر:4.
-هي ليلة أمن وسلام يعم الأرض كلها،قال تعالى"(سلام هي حتى مطلع الفجر)

.سورة القدر5.فينبغي الحرص عليها حتى ينالهم خيرها،
فإن "من حرم خيرها فقد حرم".رواه أحمد والنسائي.
علامات ليلة القدر:
-ليلة القدر لها علامات مادية،لا تظهر أكثرها إلا بعد أن تمضي الليلة،
ومن هذه العلامات ما رواه مسلم،عن أبي بن كعب،أن "الشمس تطلع
يومئذ لا شعاع لها".
-ومنها ما رواه ابن خزيمة،عن ابن عباس،مرفوعاً :"ليلة القدر
طلقة،لا حارة ولا باردة،تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة".
-وفي رواية الإمام أحمد،عن عبادة بن الصامت :"إنها صافية بلجة-أي
:مشرقة-كأن فيها قمراً ساطعاً،ساكنة،صاحية،لا حر فيها ولا برد".
وقد تمطر السماء في تلك الليلة كما في حديث أبي سعيد الخدري
الذي مر من قبل.






زكاة الفطر:
تعريف زكاة الفطر:


-زكاة الفطر واجبة عل كل فرد مسلم،صغير أو كبير،ذكر أو أنثى،


وتجب على المسلم المالك لمقدار صاع يزيد عن قوته
وقوت عياله يوماً وليلة.وقالت الأحناف:لا بد من خروجها أن يملك صاحبها
النصاب.
-وتجب على المسلم،وعلى من تلزمه نفقتهم من الزوجة


والأبناء،ومن يتولي أمورهم بالإنفاق عليهم.
-وقدرها صاع،وهو:أربعة أمداد،والمد حفنة بكفي الرجل المعتدل،
ويساوي بصف كيلوا جرام تقريباً.
-فعن ابن عمر رضي الله عنهما،قال:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً


من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى


والصغير والكبير من المسلمين،وأمر بها أن تؤدى
قبل خروج الناس إلى الصلاة".رواه البخاري.
الحكمة من زكاة الفطر :
-أنها طعمه للمساكين،وطهره للصائم ،فهن ابن عباس رضي الله عنهما ،


قال:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهره للصائم من
اللغو والرفث،وطعمه للمساكين،من أداها قبل الصلاة فهي زكاة


مقبولة،ومن أدها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".رواة أبو داود.
-وعن ابن عمر رضي الله عنهما،قال:فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم


زكاة الفطر وقال:"أغنوهم في هذا اليوم".رواه الدار قطني.وتجب في آخر
رمضان وقبل الصلاة العيد كما مر في الحديث:"من أدها فبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ،


ومن أدها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ".رواه أبو داود.
-وجوز الإمام الشافعي تقديم الزكاة من أول شهر رمضان.
-وجوز أبو حنيفة إخراج القيمة.
-وقال بعض أهل العلم بأن الزكاة لا تسقط بتأخيرها عن يوم العيد،
بل تصير ديناً في ذمة المسلم،يؤديها ولو في آخر العمر.
-وتصرف زكاة الفطر إلى الأصناف الثمانية المذكورة في قوله تعالى:


(إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي


الرقاب والغارمين وفي سبيل الله


وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)سورة التوبة:60.