2010/03/07

عـيد الأم‏..‏بــدأ بأســــطورة




الأم هي نبع الحنان ورمز العطاء‏..‏وان كنا نحتفل بها في قلوبنا كل يوم‏,‏ فإننا نحتفل بعيد الأم مرة كل عام في‏21‏ مارس‏,‏ فما تاريخ الاحتفال بهذا العيد ومتي بدأ؟
بدأ الاحتفال بعيد الأم بأسطورة قصها شعب فرجينيا بآسيا الصغرى‏,‏ حيث كانوا يعتقدون أن أهم إله عندهم هي سيبيسل ابنة السماء والأرض وكانت أما كل الآلهة‏,‏ فكان الشعب يكرمها في يوم محدد كل عام‏,‏ لذلك يعتبر هذا أول احتفال حقيقي بعيد الام ثم جاء اليونانيون القدامى ليحتفلوا أيضا بالآلهة رهيا ضمن احتفالات الربيع‏,‏ حيث كانت تلقب بالآلهة الأم لأنها كانت أقواهم وكانوا يحتفلون بها ويقدسونها‏,‏ كذلك فعل الرومان‏,‏ حيث كانوا يحتفلون بأم كل الآلهة ماجنا ماتر وكان الاحتفال يوم‏15‏ مارس ويستمر لمدة ثلاثة أيام‏.‏
وبمجيء المسيحية أصبح الاحتفال يقام علي شرف الكنيسة الأم في الأحد الرابع من الصوم الكبير وكل فرد يشتري هدايا لكنيسته التي تم تعميده فيها‏,‏ وفي العصور الوسطي اتخذ الاحتفال شكلا آخر لأن الأطفال كانوا يغيبون عن أسرهم للعمل وكان غير مسموح لهم بالحصول علي إجازات إلا مرة واحدة في العام ليروا أمهاتهم وكان ذلك في الأحد الرابع من الصوم الكبير لذلك أطلق علي هذا اليوم أحد الأمهات وعندما اكتشفت قارة امريكا اقترحت الكاتبة المشهورة جوليا واردهادي الاحتفال بأحد الأمهات عام‏1872,‏ وعلي الرغم من أن اقتراحها لم يؤخذ بجدية إلا انه تبعته محاولات من عدة أشخاص تدعم وتنادي بفكرة الاحتفال بعيد الأم‏.‏
ولكن المؤسسة الفعلية لهذا اليوم في أمريكا هي أنا حارفيس التي ولدت عام‏1864‏ وكانت تقيم غربي ولاية فرجينيا‏,‏ حيث كان يوجد عداء بين العائلات بسبب الحرب الأهلية واعتقدت انه اذا قامت كل أسرة من الأسر المتحاربة بتكريم الأم فإن ذلك سينهي النزاع والكره الذي يملأ القلوب وعندما توفيت والدة أنا أقسمت ان تكون هي ذلك الشخص الذي يحقق رغبة أمها وبناء علي طلبها أصدر حاكم ولاية فرجينيا أوامره بإقامة احتفال عيد الأم يوم‏12‏ مايو‏1907‏ وهو أول احتفال بعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية ولم تكتف أنا بهذا الانتصار بل استمرت في كتابة الخطابات التي تنادي فيها بأن يصبح هذا العيد عيدا قوميا ويكون في الأحد الثاني من شهر مايو ليكون يوم إجازة تتاح للأسر فرحة الاحتفال بالأمهات والجدات وبحلول عام‏1909‏ أصبحت كل ولاية تقريبا تحتفل بهذه المناسبة إلي أن جاء الرئيس ويلسون في‏9‏ مايو‏1914‏ ووقع إعلان الاحتفال بعيد الأم ولم تكتف أنا بهذا النجاح بل استمرت في كتابة الرسائل التي تنادي فيها بأن يكون هذا العيد عالميا وقبل موتها في عام‏1948‏ تحقق حلمها وانتشرت الفكرة‏,‏ حيث أخذت أكثر من‏40‏ دولة علي مستوي العالم تحتفل به وان كان يختلف في ميعاده من بلد إلي آخر‏.‏
أما في مصر فقد ظهرت الفكرة علي يد الأخوين الكاتبين الكبيرين علي ومصطفي أمين مؤسسي دار أخبار اليوم‏,‏ فقد وردت إلي علي أمين رسالة من أم تشكو له فيها جحود أولادها وسوء معاملتهم لها وتصادف ان زارت احدي الأمهات مصطفي أمين في مكتبه وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترملت وأولادها صغار فأوقفت حياتها عليهم وظلت تقوم بدور الأب والأم حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا ففكر الأخوان في رد الجميل لكل الأمهات بتخصيص يوم للأم وشارك القراء في اختيار يوم‏21‏ مارس الذي يتزامن مع بداية الربيع ليكون عيدا للأم المصرية

نحن نعلم انه لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد ولا أنادي بها ولكن جميل تذكر الوالدين على الدوام وليس مرة في السنة أو الشهر لم نكن منسيين من والدينا بل
في بالهم على طول الوقت رغباتنا وطلباتنا مجابة كل يوم وليس كل سنة فكم يسعيان لرضانا فلماذا لا نسعى لرضاهم دوماً وتذكرهم بالهدايا هندما نذهب إلى التسوق سوف نرى نظرة رضا وفرح وما أسعدها من لحظات .


الأم ...
قالوا عنها..مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حـدود ...
وقالوا ..هـي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ، ليرعي ضعفنـا ويطبب علتنـا ...
وقالوا..هـي الإيثار والعطـاء والحـب الحقيقـي الذي يمنـح بلا مقابـل ويعطـي بلا حـدود أو منــّـة
وقالوا..هـي المرشـد إلي طريق الإيمان والهدوء النفسي
وقالوا ..هي المصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة
وقالوا..هـي البلسـم الشافـي لجروحنـا والمخفف لآلامنا
وقالوا ..هـي إشراقة النـور في حياتنـا
وقالوا..هي نبـع الحنـان المتدفـق بل هي الحنـان ذاتـه يتجسد في صورة إنسان
وقالوا..هـي شمـس الحيـاة التي تضيء ظـلام أيامنـا وتدفئ برودة مشاعـرنا
وقالوا..هـي الرحمـة المهـداة مـن الله تعالـى
وقالوا..هـي المعرفـة التي تعرفنا أن السعادة الحقيقية في حـب الله
وقالوا..هي صمام الأمان ...وقالوا .. وقالوا ..
وقالوانعم أيه السادة قالوا عن الأم كما شاهدتم وقرأتم ما قالوا ,
وسطروا أرواع القصائد في حقها وما لبثوا حتى يزدادوا فحق لهم ذلك يقول أحدهم:
هي الأم لا برّ لديها وردن *** إلى بطنها بعد الولاد هو البِّرُ
ويقول الأخر:
لأمك حق لو علمت كبير*** كثيرك ياهذا لديه يسيرو
قالوا .. وقالوا .. وقالوامن هي الأم؟؟وما دورها؟؟لماذا كُل ذلك في حقها؟؟!!
هناك اسأله كثيرة قد غافلناها وتغافلها الإعلام والمثقفين وبعض طلبة العلم للآسف وجعلوا يرددون بعض
الكلمات في حق الأم حتى يظن أي جاهل بأن حقها يتمحور في تلك الكلمات والأحرف البسيطة
ولا يتعداها!! بحق إنها أزمت(المصطلحات) !!لماذا الأم؟حديثي ليس عن شخصية
غريبة تحتاج أن نكتشفها أو نصنعها وإنما حديثنا عن أمي وأمك وكل أم تعيش فوق الأرض ,
ومن أفضت روحها الطاهرة إلى رب رحيم كريم..نسأل الله أن يغفر لهم وأن يسكنهم فسيح جناته.
إننا حينما نتحدث عن الأم فإننا لا نُغفل حق الأب ولكن نتحدث عن قرينته وركيزته التي لا يستطيع
أن يسير في فلك لأيام دون أن يكون لها إسهام أو لمسات مضيئة ,فالأم لها شأن في إعمار
البيوت وقيام الأسرة وتوفير الاستقرار فهي كما قيل نصف البشرية ويخرج
من بين ترائبها النصف الآخر وكأنها بذلك أمة لوحدة وهي بحق أمة تستحق الإجلال
وكما قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق
أتى رجل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟
قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك )
وسلام الله على النبي الكريم عيسى ابن مريم حينما أنتصر لأمة فقال (وَبَراً بِوَالِدَتِي وَلَم يَجعَلني جَباراً شَقِياً)
أليس حقً علينا بعد ذلك أن نسأل ما شأن الأم؟؟!!
أليس حق علينا أن نسأل ماسر ذلك الاهتمام؟؟!!
إن شأن الأم لا يمكن استيعابه حتى نعرف حقيقة المنظومة التكوينية المتكاملة للإنسان
قال تعالى (وَاللهُ جَعَلَ لَكُم من أنفسكم أَزوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم من أَزواجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً)
وكون أنها أصل في هذا التكوين فهذا يظهر وبجلاء علوا مكانته وعظم شأنها وحجمها الفعلي
في المنظومة التكوينية.يتصور البعض بأن دور الأم لا يعدوا الرحمة والعطف على الأبناء وقبل
ذلك الحمل وتبعاته وهذا مفهوم خاطئ ينشئ عن قصور في الفهم ,وتحجيم لدورها
الريادي في التربية والتوجيه والتعليم كما أن لكثير من الأمهات دور في صنع النجاح
لأزواجهن وأبنائهن وكما قيل "وراء كل رجل عظيم أمرائه عظيمة"