2010/03/05

الزوجة وأم زوجها‎

لقد كانت اسعد لحظات حياتي عند قدوم والدتي العزيزة لزيارتي وقضاء أسبوعان عندي ،
وحضور أختي وأطفالها أيضاً لقضاء إيجازة الترم الدراسي الأول وكنا في قمة السعادة والتحضير
لها ووضع برنامج يومي حافل وكانت هذه أول زيارة لها في هذه المدينة وكان شيء جديد عليهم
وقد استمتع أبنائها بذلك ،وكانت سعادتي أكبر وهي خدمتي لأمي كبيرة السن والاعتناء بها والسهر
على راحتها وكنت في كل عمل يذكرني بصغري عندما كانت تتعب في تربيتي وتلبية رغباتي
وكنت مطيعة جداً لطلباتها كما كانت تفعل وكان أكثر شيء يهمني هم أبنائي كي يتعلموا من حناني
عليها ليفعلوا لي كما أفعل ولأزرع الحب في قلوبهم ولا أنكر حبهم وعطفهم علي ولا أنكر حب إبني
الأكبر لجده رحمه الله في صحته وفي مرضه عندما انتقل للدراسة الجامعية عندهم في مدينة جده
وكم كنت سعيدة عندما أعلم أن أبني أخذ والدي ووالدتي إلى مطعم أو للبحر أو أي نزهة، كانت تنزل دموعي
وأتذكر أبي وأمي عندما كانا يحملانه في صغيرة وشراء الهدايا وكم كان والدي يحب أن يسبح في البحر
مع ابني ويأخذه إلى مدينة الألعاب وإلى المنتزهات وكانوا يحبونه كثير جداً وعند كبرهم أصبح
ابني يفعل المثل كان أبي يبكي لوا علمي أنه مريض فعادة الذكريات إلى الوراء عند مرض
والدي وبكاء ابني وبناتي عليه وخاصة ليلة وفاته، منً الله علي بحنان أبنائي وطيبتهم
وهذا ما زرعته فيهم وما يروا من معاملتي لوالديه ولا أنسا أيضاً والد ووالدة زوجي رحمهما الله
ومعاملتي الطيبة لهما ولأهل زوجي جميعاً والحمد الله ما تزرعه يا بني أدم تحصده .ولقد حزنت
كثيراً لعودة أمي لبيتها وأختي وأبنائها وأصبح البيت خاوياً وهادئاً وتركوا فراغاً كبيراً بعد رحيلهم.
كنت أحس بضيق في بعض جلسات الجيران عند الحديث عن أم الزوج أو أب الزوج ومن أقاويل عنهما
وتذمر منهما وتعداد أخطائهما وفعلوا كذا وكذا وبطبع الصراحة طبعي كنت أجادل ولا أسكت حتى لوا كانا
الوالدين مخطئان وقاسيان وكثيري مشاكل فما زالا والدان ماذا يفعل الابن ينهرهما أو يطردهما
فلا أظن أن الزوجة ترضى هذا من زوجة أخيها أن تعامل والديها مثلما تفعل، اقترن اسم الله سبحانه وتعالى في القرآن بالوالدين




قال تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا) ... الإسراء :23
وهذا لعظمهما وكبر شأنهما مهما تحدثنا أو قلنا فلن نوفي حقهما أبداً وسوف أتطرق لمواضيع كثيرة وقصص عن الوالدين وهذا الجزء الأول.


حدث في الصين منذ وقت طويل أن تزوجت فتاة وذهبت لتعيش مع زوجها ووالدته حماتها وبعد
وقت قصير اكتشفت أنها لا تستطيع أن تتعامل مع حماتها فقد كانت شخصياتهم متباينة تماما، وكانت
عادات كثيرة من عادات حماتها تثير غضبها علاوة على أن حماتها كانت دائمة الانتقاد لهاأيام تلت أيام،
وأسابيع تبعت أسابيع ولم تتوقف الزوجة وحماتها عن المجادلات والخناقات، ولكن ما جعل الأمور أسوأ
أنه طبقا للتقاليد الصينية القديمة، كان عليها ان تنحني أمام حماتها وأن تلبى لها كل رغباتها
وكان الغضب وعدم السعادة اللذان يملآن المنزل يسببان إجهادا شديدا وتعاسة للزوج المسكين أخيرا
لم يعد في استطاعة الزوجة أن تتحمل أكثر من طباع حماتها السيئة ودكتاتوريتها وسيطرتها،وهكذا
قررت أن تفعل شيء حيال ذلك فذهبت الزوجة لمقابلة صديق والدها مستر هوانج وكان بائعا للأعشاب
شرحت له الموقف وسألته لو كان في إمكانه لو يمدها ببعض الأعشاب السامة حتى يمكنها
أن تحل مشكلتها مرة والى الأبد.. فكر مستر هوانج في الأمر للحظات وأخيرا قال لها'أنا سأساعدك
في حل مشكلتك، ولكن عليك أن تصغي لي وتطيعي ما سأقوله لك' أجابت الزوجة قائلة: 'نعم يا مستر هوانج
أنا سأفعل أي شيء تقوله لي'انسحب مستر هوانج للغرفة الخلفية ثم عاد بضعة دقائق ومعه علبة صغير
علي شكل قطارةوقال لها: ' ليس في وسعك أن تستخدمي سما سريع المفعول كي تتخلصي من حماتك،
وإلا ثارت حولك الشكوك، ولذلك سأعطيك عدداً من الأعشاب التي ستعمل تدريجيا وببطء في جسمها،
وعليك أن تجهزي لها كل يومين طعام من الدجاج أو اللحم وتضعي به قليل من هذه القطارة في طبقها،
وحتى تكوني متأكدة أنه لن يشك فيك أحد عند موتها،عليك أن تكوني حريصة جداً..وأن تصير تصرفاتك
تجاهها صادقة ورقيقة،وألا تتشاجري معها أبداً، وعليك أيضا أن تطيعي كل رغباتها, وأن تعامليها كما لو كانت
ملكة'سعدت الزوجة بهذا وأسرعت للمنزل كي تبدأ في تنفيذ مؤامرتها لتتمكن من اغتيال حماتها.. مضت أسابيع
ثم توالت الشهور وكل يومان تعد الطعام لحماتها وتضع بعض من المحلول في طبقها..
وتذكرت دائما ما قاله لها مستر هوانج عن تجنب الاشتباه،فتحكمت في طباعها وأطاعت
حماتها وعاملتها كما لو كانت أمها.بعد 6 شهور تغير جو البيت تماما،مارست الزوجة تحكمها في طباعها بقوة
وإصرار، حتى أنها وجدت نفسها غالبا ما لا تفقد أعصابها حتى حافة الجنون أو حتى تضطرب كما كانت من قبل..
ولم تدخل في جدال مع حماتها، التي بدت الآن أكثر طيبة وبدا التوافق معها أسهل.
تغير اتجاه الحماة من جهة زوجة ابنها وبدأت تحبها كما لو كانت ابنتها، واستمرت تذكر للأصدقاء
والأقرباء أن زوجة ابنها هي أفضل زوجة ابن يمكن لأحد أن يجده وأصبحت الزوجة وحماتها الآن
يعاملان بعضهما كما لو كانتا بنتا ووالدتها..وأصبح الزوج سعيدا بما قد حدث من تغيير في البيت
وهو يرى ويلاحظ ما يحدث وفي أحد الأيام ذهبت الزوجة مرة أخرى لصديق والدها مستر هوانج
وقالت له: 'عزيزي مستر هوانج، من فضلك ساعدني هذه المرة في منع السم من قتل حماتي،فقد تغيرت إلى
امرأة لطيفة وأنا أحبها الآن مثل أمي، ولا أريدها أن تموت بسبب السم الذي أعطيته لها ابتسم مستر هوانج
وهز رأسه وقال لها'أنا لم أعطيك سما على الإطلاق لقد كانت العلبة التي أعطيتها لك عبارة عن القليل من الماء!!!؟
والسم الوحيد كان في عقلك أنت وفى عدم تقبلك لها ولكن كل هذا قد غسل الآن بواسطة الحب الذي أصبحت تكنينه لها !!!

في الصين يقولون الشخص الذي يحب الآخرين سيكون هو أيضا محبوباً !!!

نسأل الله رضى الوالدين والجنة..