2010/04/29

الجنادرية تجمع بين إخوة تفرقوا منذ أكثر من 70 عاماً

يتضمن مهرجان الجنادرية عروضاً للموسيقى والرقص التقليدي، ويسلط الضوء على أهم عناصر
الثقافة السعودية من عادات وتقاليد. شهد المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية حادثة إنسانية
جمعت شمل عجوز سعودية تبلغ من العمر أكثر من 70 عاماً مع أخيها الإماراتي اللذان لم يلتقيا أبداً من قبل.
ويقام المهرجان السنوي في الجنادرية على بعد 45 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة الرياض للعام الخامس والعشرين.
وأصبح المهرجان مصدر جذب للسائحين من جميع أنحاء العالم. …
شهد مهرجان الجنادرية للتراث
والثقافة (25) حادثة فريدة وغريبة من نوعها، حيث تفاجأ الزملأ بالمركز الإعلامي
بالجنادرية باتصال من رئيس وفد دولة الإمارات المشارك بالمهرجان الأستاذ عبدالله علي بو عصيبة
عن زيارة امرأة سعودية في العقد السابع من عمرها كانت أثناء زيارتها تكثر من الأسئلة
عن دولة الإمارات وعن بعض العائلات التي تقطن الإمارات وبالأخص إمارة رأس الخيمة، مما دفع فضول
الحرفي أحمد النوى عن سبب هذه الأسئلة المدمجة بالبكاء؟ فأجابت بأنها كانت طفلة إماراتية
ولا تعرف أي شيء سوى أنها من أب إماراتي وفقدت منذ طفولتها المبكرة مع والدتها وأخيها الصغير
وانتقلت إلى الرياض لظروف غامضة وقصة تعرضت لها أسرتها آنذاك، فسألها الحرفي أحمد النوى
عن اسمها وعائلتها، فأجابت بأنها لا تعرف سوى اسمها وأن لها أسرة تعيش بالإمارت لم تستطع
أن تجدهم رغم محاولاتها. وقالت إن فؤادها كان يشدها بقوة إلى جناح الإمارات لكي تبوح
بمكنونها الذي يكاد يفجر فؤادها من الحزن. وأرادت مشيئة الله سبحانه وتعالى بأن يكون الحرفي
سالم بن راشد بن جمعة بن بربر آل علي والذي كانت الزائرة تكثر النظر إليه بينما كان هو مستمع
ويخفي في نفسه القصة المشابهة التي حركت مشاعره وجعلته يتدخل ويسأل عن اسم ما إذا كانت
تعرفه أو لا، فأجابت بنعم، وبدأ الحوار الجاد بين الأخ وأخته بدون أن يعلما بأنهما إخوة،
وبدأت الأسئلة تزداد في الدقة والتفاصيل حتى تعرف الأخ على أخته وتعرفت عليه تحت وابل
من الدموع أثار فضول الزوار والحضور للتبريكات على التمام الشمل. وذكرالحرفي
سالم بن راشد بن جمعة بن بربر آل علي بأن والده بلغه قبل أن ينتقل إلى رحمة الله منذ 18 عاماً
بأن له أخ وأخت فقدا مع والدتهما وهما صغار، وبحكم ظروف الحياة آنذاك انقطعت
الأخبار ولا يعرف سوى أنهم وجدوا بالرياض بالمملكة، وكان الخبر عن طريق الرحل والقوافل
التجارية في ذلك الوقت، ولا يعرف سوى أن له أخ اسمه عقاب وأخت اسمها بشرى،
فقالت الزائرة بأن اسمها روضة شقيقة بشرى وعقاب اللذين انتقلا إلى رحمة الله قبل أكثر
من عامين وأن والدتها كانت حاملاً بها اثناء هذا الحدث ولم يكن والدها المتوفى قبل أكثر من 18 سنة
يعلم بأن له ابنة ثالثة مفقودة مع والدتها وأخوتها، فانقطع الحوار لفترة كان يضفي على هذه
اللحظات الحزن والسعادة والدموع التي تكسو الابتسامات، ثم تبلغ عن طريق الجوال
أبناء أخ وأخت الحرفي المتوفيين (عقاب وبشرى) وأبناء روضة الموجودة، وكانت
صورة لمّ الشمل صورة جميلة لا تضاهيها أي صورة، تحكي في إطلالتها معاناة سبعين سنة
وفرحة اليوم، وقد قام الأخوان سالم وروضة بالدعاء بصوت عالٍ أمام الجمهور بكامل
صوتيهما بالدعاء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتوفيق،
إذ قالا بالنص ((الحمد لله والشكر، ولولا الله ثم الجنادرية لما التقينا بعد هذه السنين،
والله يوفق ملكنا ويوفق عيال عبدالعزيز كبيرهم وصغيرهم، والله ينصرهم ويخلي لنا
أبو متعب عسى الله يطول بعمره وحنا في عز من جينا للسعودية وما جمع شملنا إلا الله ثم عيال عبدالعزيز)).
وفي الختام وضّح رئيس الوفد الإماراتي الأستاذ عبدالله علي بو عصيبة أن الحرفي
سالم بن راشد بن جمعة بن بربر آل علي أبدى اعتذارة عن المشاركة بسبب ارتباطاته الأسرية
وبعد إلحاح زملائه الحرفيين وافق على الحضور والمشاركة في مهرجان الجنادرية مع زملائه.